11‏/11‏/2008

أسطورة الإخوان ميكري ما زالت مستمرة


انطلق مسار مجموعة «الإخوان ميكَري» المغربية بداية عقد الستينات من القرن الماضي، وحاولت من خلالها المجموعة أن تضيف شيئاً وأن تجتهد، بيد أنها، أيضاً، تجربة حياة وتطلعات وأحلام تحقق بعضها وأُجهض بعضها الآخر. وهي تجربة يتحسر كثيرون، حين يؤكدون في ما يُشبه الاقتناع الممزوج بحسرة العارف، أنها لم تستثمر بالشكل المطلوب، بالرغم من أنها أطلقت شكلاً موسيقياً شبابياً راقياً، في وقت كان فيه شباب تلك الفترة حائراً بين مطولات أم كلثوم وأغنيات البيتلز.

وشكلت مجموعة «الإخوان ميكَري»، في شكلها وتوجهها الفني، تنويعاً جميلاً وراقياً على مسار وتجربة المجموعات الغنائية، التي ميزت التاريخ الفني لمغرب ما بعد الاستقلال. وفي بداياتها، عام 1962، تكونت المجموعة من الشقيقين محمود وحسن، قبل أن تلتحق بهما جليلة في عام 1966، وأربع سنوات، بعد ذلك، التحق بالثلاثة شقيقهم الرابع يونس، الذي استطاع في وقت قصير أن يبرُز وأن يتألق، حيث قدم، من خلال أغنيات «مْرايا» و«ليلي طويل» و«يامّا» وغيرها، دليلاً قوياً على الإمكانات الفنية التي يختزنها.

وبعد طول غناء وتأليف موسيقي غلب يونس جانب السينما والموسيقى التصويرية للأفلام. وكما نجح في مساره الغنائي، فقد مكنته تجربته السينمائية واحترافيته من أن يصير أحدَ نجوم السينما المغربية في السنوات الأخيرة.

وعن حال ومآل «الإخوان ميكَري»، بعد سنوات العطاء والشهرة، يقول يونس لـ إن «محمود صار يجد نفسه في الكتابة أي السيناريو، خصوصاً، والرسم. أما حسن فيجد نفسه في الرسم والمهرجانات الموسيقية. في حين أن جليلة ما زالت تغني بين الوقت والآخر. أما أنا فأتابع مساري السينمائي، سواء كممثل أو كواضع للموسيقى التصويرية للأفلام والمسلسلات، لكن المشترك بيننا هو أن الموسيقى تبقى دائماً حاضرة لدينا».
وعن تقييمه لسنوات عقد السبعينات من القرن الماضي وإن تم آنذاك إيلاء تجربة «الإخوان ميكَري» كامل الأهمية والعناية، جماهيرياً ورسمياً، عبّر يونس عن أسفه لانعدام المساندة من طرف السلطة الثقافية، مُبدياً سعادته بحب «جمهور مغربي ومغاربي كان متعطشاً لموسيقى مغايرة تنقله خارج الحدود، لكن بلُغَة ومضمون خاصين به وبثقافته. واليوم، وبعد كل هذه السنوات، لا يزال الجمهور المغربي محتفظاً لتجربتنا بكامل الحب والاعتراف والتقدير».
وتعليقا على من يرى أن تجربة «الإخوان ميكَري» سبقت زمنها، قال إن «التجربة جاءت في الوقت الذي كان ينبغي لها أن تظهر فيه، والإنسان المبدع، دائماً، يأتي في غير الوقت والزمن المنتظر. ثم إن من خصوصيات الإبداع أن يكون خلاقاً ومستبقاً لواقع الحال». وتابع «نحنُ جئنا بتوجه موسيقي جديد، حيث أطلقنا أغنيات شبابية وقصيرة، في وقت كان فيه المصريون غارقين في مطولات أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ. واللافت أنه كان علينا أن ننتظر أكثر من عشرين سنة لنستمع للمصريين وهم يطلقون أغنياتهم القصيرة والشبابية. ويُمكن القول إن تجربة «الإخوان ميكَري» قد تمت فرملتها في لحظة ما. ويمكن أن أوسع من المشهد فأقول إنه ليس تجربتنا وحدها التي تمت فرملتها، بل الأغنية المغربية برمتها. وأنا أرى أن علينا أن نتساءل عن الأسماء التي دفعنا بها إلى واجهة المشهد الغنائي المغربي بعد عبد الهادي بلخياط وعبد الوهاب الدكالي ونعيمة سميح ومحمد الحياني، مثلا؟ وهل صنعنا نجوماً في مستوى وقيمة هؤلاء؟».
ويحتفظ يونس ميكَري عن سنوات السبعينات بكثير من الذكريات، التي تنقل لما كان يملأ تفكير الشباب المغربي في ذلك الوقت، إذ يقول إنه «كانت لدى شباب السبعينات طموحات كبيرة وكثيرة. لم يكن شباب تلك الفترة يقتل أيامه بالتفكير في الهجرة السرية لمغادرة المغرب. فقد كان يستبد بالشباب عطشٌ وتعطشٌ للحرية وللثقافة. وفي تلك الفترة لم تكن هناك وسائل تثقيف كافية، وكان هناك توقٌ دائمٌ نحو الخارج لإرواء هذا العطش. وكان الشباب يبحث عن أية وسيلة وطريقة للتعبير عن نفسه، ولم تكن القضية قضية ضمان مستوى معيشي أفضل، أو بحثاً عن فرص عمل كما هو الحال اليوم، تعطشاً للانفتاح على الآخر تحقيقاً لذاتية كانت تبدو مخنوقة وخاضعة لضغوطات وإكراهات المرحلة».
ومن بين كل أغنيات «الإخوان ميكَري»، حظيت أغنية «ليلي طويل» بحظ وافر من الشهرة والاهتمام، ربما لأنها فازت بالاسطوانة الذهبية ولأنها قُرصنت أكثر من مرة. وتعتبر «ليلي طويل» إحدى أشهر الأغنيات التي ميزت «الريبرتوار» الغنائي المغربي المعاصر.
وفي هذا الصدد، يقول يونس «فازت الأغنية بالأسطوانة الذهبية عام 1972، بالنظر إلى الرقم الكبير من المبيعات الذي حققته في المغرب العربي وفرنسا، وهذا التقليد سنته شركات «فليبس» و«بوليدور». وقد بدأت حكاية قرصنة «ليلي طويل» أول مرة مع فرقة أوروبية. وربما كانوا اعتقدوا أن «ليلي طويل» مجرد فولكلور مغاربي، لذلك عملوا على جعل ألحانها مادة موسيقية لأغنيتهم «أطفال الجنة». لكن، من حسن حظي وحظ «ليلي طويل» أن «الإخوان ميكَري» كانوا يسجلون أغنياتهم بفرنسا، وكان من الطبيعي أن يكون عندي مدير فني يدير أعمالي، وصادف أن هذا المدير الفني كان يعمل مع شركة «بوليدور»، التي كنا نتعامل معها. وحدث أن نصحني بتأمين للأغنية يضاف إلى حقوق التأليف لأجل حمايتها. والطريف أن أغنية «ليلي طويل» هي الأغنية الوحيدة التي كانت مؤمنة لدى المؤسسة الفرنسية «آلو موسيقى»، التي كانت بمثابة بنك للموسيقى، ولو لم أعمل بنصيحة مدير أعمالي، لما تمكنت من متابعة تلك الفرقة الأوروبية، حيث أخذت القضية طريقها لتحكم المحكمة لصالحي».

ليست هناك تعليقات:

Je suis...

Je suis oumaima bouallaga j'ai12ans j'aime bcp les freres megri et meci pour toutes

أرشيف المدونة الإلكترونية